العصر الجاهلي

العصر الجاهلي

هو العصور أو الأزمنة التي سبقت الإسلام، وهو حقبة طويلة من الزمن مرت بالعرب قبل الإسلام. ويمكن تقسيمها إلى قسمين:
1- العصر الجاهلي المتقدم أو الجاهلية الأولى وهي :الازمنة البعيدة، قبلَ أن تُعرَفَ أحوالُ العرب الاجتماعية والمعاشيّة والأدبية، والروايات الصّحيحةُ والكتاباتُ الموثَّقَةُعن هذا القِسمِ الزّمني نادرة جدا؛ ولكنّ ذلك لا يعني عدمَ وجود أدبٍ عربيّ رفيعٍ في تلك الفترة، مرويّ شَفَوياً من جيل لجيل

2- العصر الجاهلي المتأخر أو الجاهلية الثانية ، وتقدر بنحو مائتي عام قبل ظهور الإسلام وهي الفترة المشهورة بالعصر الجاهلي . وقد كان العربُ في هذه الفترةِ يعيشون على الرعي والتّنقّل والتماس الكلأ والقَطْر، وقلّما عَرَفوا حياةَ الاستقرارحياة الاستقرار
أمّا الحواضر فقد كانت قليلةً متفرقة في تخوم الحجاز واليمن وغيرِهما ، وقد أثّر نمطُ العيشِ هذا، في أدب العربِ وشعرِهم، وكان الولاء التام للقبيلة ، فَسادَ بينهم السلب والنهبُ والغارات والثأر، غير أنهم عُرِفوا أيضا بصفات أخرى حميدةٍ كالكرم ونصرة المظلوم والشجاعة والمروءة وغيرِها من الخِلالِ الكريمة التي أثنى عليها الإسلام واسْتبْقاها .
ومن الحوادث الشّهيرةِ التي سجّلَها الرّواةُ والمؤرِّخونَ عن هذه الفترةِ كثرةُ الحروب، وعُرِفَتْ تلك الحُروب بأيام العرب، وهي نوعان:

أ-أيام داخلية وقعت بيت القبائل العربية وأدت الى نشوب حروب طويلة بينها دامت سنوات طويلة ، وأشهرها خمسة أيام:
اولا : ايام ربيعة : ومنها حرب البسوس التي دارت بين قبيلتين من قبائل ربيعة هما تغلب وبكر
ثانيا : أيام مضر : واشهرها الحرب التي نشبت بين قبيلتين من مضر هما عـبـس وذبيان وعرفت باسم داحس والغبراء
ثالثا : أيام ربيعة ومضر وهي الحرب التي دارت بين بني بكر وهي من قبائل ربيعة وبين تميم وهي من قبائل مضر
رابعا : أيام قحطان : وهي حروب جرت بين قبائل قحطانية مثل الحروب التي وقعت بين الأوس والخزرج
خامسا : أيام عدنان وقحطان وهي حروب دخل فيها طرفان هما قبائل قحطانية وقبائل عدنانية

ب-أما الأيّام الخارجية لعرب الجزيرة العربية في ذلك الوقت فهي الحروب التي كانت بين القبائل العربية وبعض الامم الاخرى المجاورة مثل حرب يوم ذي قار

وكانت للعرب اسواق تجارية معروفة كسوق عكاظ التي كان يتوافد اليها الشعراء والتجار ، وكانت الأشعار والأحاديثُ بين القبائل المجتمعة في الأسواقِ، تُتَداوَل شفوياً، وكانت اللغة العربيةُ معروفةً في العصر الجاهلي, ومعجم العربية على ذلك العهدِ غنيّ جدا بالمفردات بل من أغنى المعاجم من حيث الكلمات وأدوات البيان...
وقد احتفظ لنا ديوان أدب العصر الجاهلي بأشعارٍ كثيرةٍ تُعدّ مخرةً من مفاخِرِ الأدب العربيّ كالمعَلَّقات والأشعارِ والخُطَبِ والأمثال وأخبار الحروب وأيّام العرب... [2]